3lia_almarzoqi مشرفة
رقم العضوية : 3 عدد المساهمات : 17 نقاط : 42 تاريخ التسجيل : 30/07/2013
| موضوع: و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون الأربعاء أغسطس 13, 2014 9:37 am | |
| . . . يروى أنه كان حصانان يحملان حمولتين ، فكان الحصان الأمامي يمشي بهمة و نشاط ، أما الحصان الخلفي فكان كسولا جدا .. بدأ الرجال يكدسون حمولة الحصان الخلفي ( الكسول ) على ظهر الحصان الأمامي ( النشيط ) و بعد أن نقلوا الحمولة كلها وجد الحصان الخلفي أن الأمر جداجميل و أنه قد فاز و ربح بتكاسله ! و بلغت به النشوة أن قال للحصان الأمامي : اكدح و اعرق ! فلن يزيدك نشتطك إلا تعبا و نصبا ! و عندما وصلوا إلى مبتغاهم قال صاحب الحصانين : لماذا أطعم الحصانين بينما أتقل حمولتي على حصان واحد ؟ من الأفضل أن أعطي الطعام كله إإلى الحصان النشيط ، و أذبح الحصان الآخر و سأستفيد من جلده على الأقل ! و هكذا فعلها .. ظن هذا الحصان الذكي .. و بعض الذكاء مهلكة ! أن الحياة تؤخذ بالحيلة ، و أن الأرباح تقسم على الجميع بالنساوي سواء أكان المجتهد منهم و الكسول .. . . . و المدهش أن هذه القصة تتكرر كثيرا في الحياة ، يظن المرء في ظل وضع فاسد أن الحياة يملكها أصحاب الحيل ، و ان الدهماء هم اللذين يضعون قوانين اللعبة ! كثير من التعساء لا يدركون أن للحياة قوانين لا تحيد .. حتى و إن غامت قليلا لظروف ما تماما كما غامت أمام الحصان الكسول فغررت به ! . . . و لعل من حسن طالعنا أن القرآن أخبرنا أن هناك قانونا في الحياة يدعى قانون العمل : { و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون } بوضوح غير قابل للتشويش الله جل اسمه يعطينا خلاصة قانون هام من قوانين الحياة و هو العمل و الجد و الإجتهاد و هو ما سيتم تقييمه في الآخرة فضلا عن الدنيا .. . . . قانون السبب و النتيجة و الفعل و رد الفعل كلها تؤكد أن الأعمال تفرز نتائج معروفة و واضحة و أن للحياة قواعد تسري على الكبير و الصغير .. . . . هل حزنت مثلي ؟ عندما وجدت أن هناك من هم أقل منك و فازوا و أغبى منك و ربحوا ! و أصغر منك و نالوا من الحياة قسطا أكبر مما نلته ؟! . . . لا تحزن فالله لا يظلم مثقال ذرة ! اعمل و اكدح و قدم ما تستحق عليه المكافأة في آخر الطريق .. و لا تتذمر فربما قدم هذا الشخص أو ذاك ما يستحق أن ينال ما تراه فيه من نعمة ، أو ربما يساق دون أن يدري إلى خاتمته ! فتره ة قد ذبح و تسلخ كصاحبنا الحصان ! .... من كتاب / ما لم يخبرني به أبي عن الحياة لـــ كريم الشاذلي | |
|